ما هي تكنولوجيا الجيل الخامس وتأثيراتها علينا؟

  • تاريخ النشر: الجمعة، 01 مارس 2019
ما هي تكنولوجيا الجيل الخامس وتأثيراتها علينا؟

قد يتم إطلاق شبكة الانترنت النقالة للجيل الخامس في بعض الدول أوائل العام المقبل، وتعد التكنولوجيا الجديدة بتقديم سرعات تنزيل أعلى بعشرة إلى عشرين مرة من تلك المتوفرة الآن. ولكن كيف سيؤثر ذلك على حياتنا؟ وهل سنحتاج لهواتف جديدة؟ وهل ستوفر إمكانية الاتصال للمقيمين في المناطق النائية؟

ما هي تكنولوجيا الجيل الخامس بالتحديد؟

تكنولوجيا الجيل الخامس هي شبكة الاتصالات اللاسلكية الأحدث والتي تعد بسرعات تنزيل ورفع للبيانات أعلى من تلك المتوفرة حالياً بالإضافة إلى قدرة تغطية أكبر واتصال أكثر استقراراً.

ويعود الفضل في ذلك إلى الاستخدام الأفضل للنطاق الطيفي وتمكين عدد أكبر من الأجهزة من الاتصال بشبكة الانترنت النقالة في وقت واحد.

ما هي تكنولوجيا الجيل الخامس وتأثيراتها علينا؟

ما هي نواحي الاستفادة من الشبكة الجديدة؟

يقول إيان فوج من شركة أوبين سيجنال وهي شركة تحليل للبيانات النقالة: "سنتمكن من استخدام كل شيء متوفر في هواتفنا الذكية الآن ولكن بشكل أفضل وسرعة أعلى".

ويضيف قائلاً: "تخيلوا إمكانية توفير النظارات الذكية تقنية الواقع المعزز، بالإضافة إلى تقنيات الواقع الافتراضي النقال وقدرات الفيديو بمستويات جودة أعلى وانترنت الأشياء لمدن أكثر ذكاءً. ولكن الأمر الأكثر إثارةً [في هذه التكنولوجيا] هو كل الخدمات الجديدة التي من الممكن إنشاءها ولا يمكننا تخيلها".

تخيلوا أسراباً من الطائرات المسيرة (درون) تتعاون معاً لتنفيذ مهمات بحث وإنقاذ وتقييم للحرائق ومراقبة مرورية وجميعها تتواصل مع بعضها البعض ومع المحطات الأرضية لاسلكياً عبر شبكات الجيل الخامس.

وعلى نحو مشابه يعتقد الكثيرون أن شبكة اتصال الجيل الخامس ستكون أساسيةً لتمكين السيارات ذاتية القيادة من التواصل مع بعضها وقراءة الخرائط الحية والبيانات المرورية.

وببساطة أكثر سيلاحظ هواة ألعاب الفيديو النقالة تأخيراً أقل – استجابة أسرع – بين الضغط على زر قبضة التحكم ورؤية تأثير ذلك أمامهم على الشاشة. وستكون مقاطع الفيديو النقالة شبه فورية وبدون أية أخطاء. ومن المتوقع أن تصبح مكالمات الفيديو أوضح وأكثر سلاسة. بينما تستطيع أجهزة اللياقة القابلة للارتداء مراقبة صحتك بوقت آني وإخطار الأطباء عند وقوع أية أحداث طارئة.

كيف تعمل تكنولوجيا الجيل الخامس؟

 من المرجح تطبيق عدد من التقنيات الجديدة ولكن ما زالت المعايير النموذجية متبعة في جميع بروتوكولات شبكة الجيل الخامس. وتتميز النطاقات الترددية الأعلى – بزيادة من 3.5 جيجاهرتز إلى 26 جيجاهرتز وأكثر – بسعات أكبر، ولكن الموجات الأقصر تقلل من مدى تلك النطاقات أي أنه من السهل حجبها عند اصطدامها بأجسام مادية.

ولذلك قد نرى أبراج هواتف أصغر وأقل ارتفاعاً تبث ما يسمى بالموجات الميليمترية بين عدد أكبر من أجهزة الإرسال والاستقبال، مما يؤمن كثافة استخدام أعلى. ولكن تكاليفها أعلى وما زالت شركات الاتصالات غير ملتزمة بهذه التكنولوجيا كلياً.

هل هي مختلفة جذرياً عن شبكة الجيل الرابع؟

ما هي تكنولوجيا الجيل الخامس وتأثيراتها علينا؟

بالطبع، فهي تقنية راديوية حديثة بالكامل. ولكنك قد لا تلاحظ في بادئ الأمر فرقاً كبيراً في السرعة لأنه من المرجح أن يستخدمها مشغلو الشبكات بصفة مبدئية لزيادة السعة على شبكات الجيل الرابع الحالية (شبكة التطور بعيد المدى (LTE)) من أجل ضمان خدمة أكثر استقراراً لعملائهم. وتعتمد السرعة التي تصلك على أي نطاق طيفي يستخدمه المشغل لتكنولوجيا الجيل الخامس وكمية أبراج الهاتف وأجهزة البث التي يشغلها الناقل.

إذاً كم تصل سرعتها؟

توفر أسرع شبكات الجيل الرابع النقالة حالياً سرعات تصل إلى حوالي 45 ميجابايت بالثانية بشكل وسطي بالرغم من أن الشركات تتأمل تحقيق سرعات تصل إلى 1 جيجابايت بالثانية (كل 1 جيجابايت بالثانية = 1,000 ميجابايت بالثانية). ويعتقد صانع الرقاقات الالكترونية كوالكوم أن باستطاعة شبكة الجيل الخامس سرعات تصفح وتنزيل أسرع بحوالي عشرة إلى عشرين مرة في الظروف الواقعية (مقارنة بنتائج المختبر).

ما هي تكنولوجيا الجيل الخامس وتأثيراتها علينا؟

تخيل أن تكون قادراً على تنزيل فيلم عالي الدقة خلال دقيقة تقريباً.

وهذا الشيء محدود فقط في شبكات الجيل الخامس القائمة إلى جانب شبكات التطور بعيد المدى للجيل الرابع. أما شبكات الجيل الخامس المستقلة والتي تعمل بترددات عالية جداً (مثل 30 جيجاهرتز) فهي قادرة على تحقيق سرعات تنزيل نموذجية تفوق واحد جيجابايت. ولكن من المستبعد إطلاق تلك الشبكات قبل عدة سنوات.

لماذا نحتاجها؟

يتوجه العالم نحو الحلول النقالة وترانا نستهلك المزيد من البيانات كل سنة وخصوصاً مع ازدياد شعبية خدمات البث المباشر للموسيقى والفيديو. وتعاني النطاقات الطيفية الحالية من الازدحام مما يؤدي إلى تقطع الخدمة خصوصاً عند محاولة عدد كبير من الأشخاص في نفس المنطقة الوصول إلى خدمات الانترنت النقالة بنفس الوقت. وتتميز شبكة الجيل الخامس بقدرة أفضل على تحمل آلاف الأجهزة في وقت واحد بدايةً بالهواتف المتحركة، مروراً بأجهزة استشعار المعدات وكاميرات الفيديو ووصولاً إلى إنارة الشوارع الذكية.

متى سيتم إطلاقها؟

من غير المرجح أن تستطيع الكثير من البلدان طرح خدمات شبكة الجيل الخامس قبل عام 2020، ولكن أوريدو القطرية تؤكد طرحها خدمات تجارية للجيل الخامس بينما تعتزم كوريا الجنوبية إطلاق خدمات الجيل الخامس العام المقبل مع موافقة أكبر ثلاثة مشغلي شبكات في البلاد طرح الخدمة بوقت واحد. وتسابق الصين أيضاً لطرح تلك الخدمات خلال عام 2019.

ما هي تكنولوجيا الجيل الخامس وتأثيراتها علينا؟

وفي الوقت الراهن تنشغل الجهات التنظيمية حول العالم بطرح النطاقات الطيفية في المزادات على شركات الاتصالات التي تختبر الخدمات الجديدة بالتعاون مع صانعي الهواتف النقالة.

هل أحتاج لهاتف جديد؟

للأسف نعم. ولكن عند إطلاق شبكة الجيل الرابع في 2009/2010 تم طرح الهواتف الذكية المتوافقة مع تلك الشبكة في الأسواق قبل إطلاق كامل البنية التحتية للجيل الرابع مما أحبط بعض المستهلكين الذين شعروا بأنهم يدفعون اشتراكات أغلى من أجل الحصول على خدمة غير مستقرة.

ما هي تكنولوجيا الجيل الخامس وتأثيراتها علينا؟

يقول إيان فوج هذه المرة أن من غير المرجح أن يرتكب صانعو الهواتف نفس الخطأ، وسيتم إطلاق الأجهزة التي تعمل على شبكة الجيل الخامس فقط عندما تصبح الشبكات الجديدة جاهزة للعمل بنهاية 2019 على الأغلب. وسيكون بإمكان هواتف الجيل الأحدث الانتقال بصورة فورية بين شبكات الجيل الرابع والخامس لضمان خدمة أكثر استقراراً.

هل سيؤدي ذلك إلى نهاية عصر خدمات الخطوط الثابتة؟

بكلمة واحدة، لا. فقد استثمرت شركات الاتصالات أيضاً في الكابلات الضوئية والنحاسية عريضة النطاق للخطوط الثابتة ولن تستغني عنها بسهولة. وسيبقى اعتماد خدمات النطاق العريض في المنازل والمكاتب على الخطوط الثابتة لعدة سنوات قادمة بالرغم من توافر ما يسمى بالوصول اللاسلكي الثابت جنباً إلى جنب.

ما هي تكنولوجيا الجيل الخامس وتأثيراتها علينا؟

ولكن بالرغم من ميزات شبكة الاتصال اللاسلكية لا زال يفضل الكثيرون استقرار وموثوقية الخطوط السلكية.

تخيل شبكة اتصال الجيل الخامس النقالة على أنها خدمة مكملة نستخدمها عند التنقل من مكان لآخر والتفاعل مع العالم حولنا. فهي ستسهل من خدمات "انترنت الأشياء" المرحب بها.

هل ستعمل في الأرياف؟

يشتكي الكثيرون في المملكة المتحدة ودول أخرى من ضعف الإشارة وبطأ سرعة البيانات في المناطق الريفية. ولكن لن تعالج شبكة الجيل الخامس تلك المشكلات بالضرورة لأنها تعمل على نطاقات ذات ترددات عالية – عند إطلاقها على الأقل – والتي تتميز بسعات كبيرة ولكن لا تغطي سوى مسافات قصيرة. ستكون شبكة الجيل الخامس بشكل أساسي خدمة مدنية في المناطق المكتظة بالسكان.

من غير المرجح أن يستفيد سكان المناطق الريفية على المدى القصير من شبكة الجيل الخامس.

من غير المرجح أن يستفيد سكان المناطق الريفية على المدى القصير من شبكة الجيل الخامس.

تعتبر النطاقات ذات الترددات المنخفضة (عادة ما تكون 600-800 ميجاهرتز) أفضل في تغطية مسافات أطول ولهذا يركز مشغلو الشبكات على تطوير تغطية شبكة التطور بعيد المدى للجيل الرابع بالتزامن مع إطلاق شبكة الجيل الخامس.

ولكن الواقع التجاري يرجح استمرار معاناة بعض الناس في المناطق النائية من ضعف استقرار الاتصال في أفضل الأحوال إن لم تقدم الجهات الحكومية عروضاً مغرية لمشغلي الشبكات لتغطية تلك المناطق.