تجربة قيادة فيراري 488 بيستا

جرعات سباقية من الحلبات حولت فيراري 488 بيستا لسيارة سباق ولكن مخصصة للقيادة على الطرقات.

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 12 فبراير 2019 آخر تحديث: الأربعاء، 13 فبراير 2019
تجربة قيادة فيراري 488 بيستا

خلال تجربة فيراري 488 بيستا يتسائل المرء كيف تمكن الصانع الإيطالي العريق أن يجعل من أفضل سيارة رياضية في العالم، سيارة أفضل بكثير؟ الإجابة في التقرير التالي:

على المستوى التقني، تستفيد بيستا من كل الخبرات التي راكمها طرازي 488 تشالنج، و488  GTE على حلبات العالم. فعلى مدى أكثر من 25 سنة، نظّمت مارانيلّو بطولة الطراز الواحد الأرقى على الإطلاق، ألا وهي بطولة فيراري تشالنج التي يتبارز فيها أكثر من مئة سائق ضمن ثلاث مجموعات من السباقات القارّية.

يمكنك مشاهدة فيديو تجربة قيادة السيارة هنا

ويضمّ محرّك بيستا عدداً من الحلول المأخوذة من محرّك 488 تشالنج مع زيادة القوّة إلى 720 حصاناً. وأصبح المحرّك أخفّ وزناً الآن بفضل أذرع التوصيل الجديدة المصنوعة من التيتانيوم وحجرات امتلاء الهواء المصنوعة من ألياف الكربون. ويشتقّ نظام التبريد بالمشعاع المقلوب أيضاً من سيارة 488 تشالنج مع مشعاعات مائلة إلى الخلف (عوضاً عن الإمالة إلى الأمام كما في طراز 488 التقليدي، ممّا يحسّن التبريد ويحافظ على أفضل مستويات الأداء حتّى في حالات الإجهاد الحراري العالي.

واستوحيت التركيبة الإنسيابية في هذه السيارة من طراز 488 GTE وسيارات فورمولا وان على حدٍ سواء، ولا سيّما المسالك الانسيابية الأمامية على شكل S (S-Duct) في مقدّمة السيارة وجانح تعطيل الرفع الخلفي وشكل مشتّتات الهواء التي تزيد من الكفاءة بنسبة 20 بالمئة مقارنةً بطراز 488 التقليدي. ومن الحلول الأخرى المستقاة من الحلبة لتخفيف المزيد من الوزن، تمّ اللجوء  إلى بطّارية بالليثيوم (من طراز 488 تشالنج) وعجلات جديدة من ألياف الكربون (لأوّل مرّة في سيارات فيراري). فكانت النتيجة أن انخفض وزن فيراري 488 بيستا بمقدار 90 كيلوغراماً عن وزن 488 GTB.

وعبر اعتماد استراتيجية تعشيق جديدة في وضعيّة القيادة ريس باتت السيارة تمنح تجربة رياضية أكثر بكثير من قبل، بل حتى أنها أصبحت تحاكي سيارات السباق، بمعنى آخر، تمنحالسيارة السائقين على اختلاف مهاراتهم تجربة مميّزة ومفعمة بالحماس لا يمكنهم نيلها إلا في سيارة مخصّصة للمنافسة عادةً، فتضع بيستا بذلك معياراً جديداً على مستوى متعة القيادة لطرازات فيراري.

وبما أنّ أبرز ما يميز سيارة فيراري هو محركها، فإنّ محرك بيستا القادر على توليد قوّة تبلغ 720 حصاناً عند 8 آلاف دورة في الدقيقة، يكسبها أعلى قوّة محدّدة ضمن فئتها (185 حصاناً/ليتر). أما العزم فهو أعلى عند سرعات دوران المحرّك كافة، ويبلغ أقصاه 770 نيوتن متر، أي أنه أعلى بـ 10 نيوتن متر من فيراري 488 التقليدية، كما ويُعدّ محرّك هذه السيّارة الأقوى على الإطلاق بين محرّكات الأسطوانات الثماني من فيراري، فهو نسخة مطوّرة إلى أقصى الحدود من المحرّك المجهّز بتوربو الذي حاز جائزة أفضل محرّك في العالم للعامين 2016 و2017.

أما صوت المحرّك في بيستا فهو فريدٌ من نوعه ويحمل توقيع علامة فيراري بوضوح، إذ تساهم مشاعب العادم المصنوعة من الإنكونل ومنطق محسّن لتحويل غاز العادم في منح صوت العادم نوعيته وحدّته المميّزتين. ويفوق مستوى الصوت صوت محرّك 488 GTB في مختلف سرعات التعشيق وسرعات الدوران (وصولاً إلى حدّ أقصى قدره 8 دسيبل)، بما يتناسب مع تزايد القوّة التدريجي.

وللتمكن من توفي أداء ميكانيكي باهر على صعيد أوقات اللفّات والانطلاق من حالة الوقوف، ومتعة القيادة، وإمكانية استفادة كل السائقين من أداء السيارة بغضّ النظر عن مستوى مهارتهم، كان على مهندسي فيراري العمل بجهد على مختلف الأصعدة، بدءًا من اعتماد عدد من الحلول الخفيفة الوزن، تطوير جيل جديد من نظام التحكّم بزاوية الانزلاق الجانبي، تحسين كفاءة نظام المكابح وتطوير إطار جديد خاصّ للسيارة هو ميشلين سبورت كاب 22.

ويقلّ وزن بيستا بـ 90 كلغ بالمقارنة مع 488 التقليدية، مما يمنحها مزايا كبيرة من ناحيتَي الرشاقة والاستجابة. وللاستفادة أكثر فأكثر من هذه الميزة، تركّزت جهود تخفيف الوزن في المناطق الأكثر تأثراً بالوزن في السيارة، على غرار الكتل التي لا يحملها نظام التعليق والمكوّنات البعيدة عن مركز ثقل السيارة.

وتمّ تصميم الجسم الأساسي للمحافظة قدر الإمكان على خفّة الوزن، ويتميّز هذا الجسم باللجوء إلى موادّ خفيفة جداً على غرار ألياف الكربون لغطاء المحرّك والمصدّات الأمامية والخلفية والجناح الخلفي، ومادّة ليكسان للزجاج الخلفي.

وللمرة الأولى، توفر فيراري عجلات قياس 20 بوصة مصنوعة من قطعة واحدة من ألياف الكربون (تجهيز اختياري). ويقلّ وزن هذه العجلة بنسبة 40 بالمئة عن العجلة القياسية في طراز488 GTB، مع اللجوء أيضاً إلى طلاء خاص مطوّر أساساً لقطاع الطيران والفضاء يغطي قناة العجلة وقضبانها ويبدّد بفعالية الحرارة المولّدة عند الكبح.

وعلى صعيد التصميم الخارجي، وضع فريق العمل في مركز فيراري للتصميم متطلبات الفعالية الإنسيابية نصب أعينهم عندما شرعوا في تصميم السيارة. بالتالي، تمّ رسم خطوط بيستا بعناية للحرص قدر الإمكان على أنها تساهم في زيادة الأداء، مع المحافظة في الوقت عينه على العناصر التصميمية واللمسات الجمالية المعهودة من الحصان الجامح.

وما يُلفت الانتباه على جانبَي السيارة هو التخلّص من الفاصل في فتحات الهواء الجانبية المستخدمة في طراز 488 .GTB ويتشابه تصميمُ السيّارة من الأمام مع تصميم الجناح الخلفي الذي يتّخذ شكل ذنب الدلفين والذي يبدو معلّقاً ليُعطي انطباعاً بالوزن الخفيف والفعاليّة، فيما تُضيف الأحجام الخلفية شعوراً بالقوّة إلى الجناح الخلفي.

تم نشر هذا المقال مسبقاً على تيربو العرب. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا