الاستمطار الصناعي: ما هو؟ ومتى بدأ استخدامه؟ وكيف يتم تلقيح السحب؟

وافق مجلس الوزراء السعودي مؤخراً على برنامج الاستمطار الصناعي في المملكة، ليعطي الضوء الأخضر على عملية تسريع هطول الأمطار في السعودية، بأحدث الطرق العلمية والتكنولوجية.

ما هو الاستمطار الصناعي؟

والاستمطار الصناعي هو نوع من أنواع تغيير حالة الطقس المتعمد، حيث يتركز على القيام بمحاولات لإسقاط الأمطار من سحب معينة، فوق مناطق محددة مسبقاً، ويتم ذلك وفقاً لخطط علمية مدروسة بدقة، تأخذ في اعتبارها احتياجات المناطق.

فوائد الاستمطار الصناعي

ويناسب الاستمطار الصناعي الدول التي تعاني من المناخ الجاف، حيث أقرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية هذه الطريقة لأنها تساعد تلك الدول في تحسين وضعها الاقتصادي، من خلال زيادة مخزون المياه الذي يتم استخدامه في الزراعة، كما أنه يساهم في تعديل المناخ.

كيف يتم تلقيح السحب في عملية الاستمطار الصناعي؟

وهناك عدة طرق لإجراء عملية الاستمطار الصناعي، لعل أشهرها هي تلك العملية التي تُستخدم فيها مادة يوديد الفضة للتحكم في تسريع عملية هطول الأمطار، وزيادة إدرار السحب عن معدلها الطبيعي، حيث تجعل هذه المادة بلورات الثلج الموجودة بداخل السحب تتجمد، ثم تتساقط بفعل ثقلها نحو الأرض، قبل أن تعيدها الحرارة المرتفعة قرب السطح إلى حالتها السائلة مجدداً.

كما أن هناك عدة طرق يتم استخدامها في حقن أو تلقيح السحب، حيث من الممكن فعل هذا من خلال الطائرات والصواريخ جواً، أو مضادات الطائرات والمولدات الخاصة أرضاً، حيث تقوم المضادات بإطلاق قذائف محملة بمواد معينة، بينما المولدات تولد بخار ماء مشبع بمواد أخرى، ثم تتولى بعدها تيارات الهواء نقلها إلى أعلى.

ومن أجل ضمان نجاح عملية الاستمطار الصناعي، فهناك عدة عوامل طبيعية تساعد في هذا، مثل تواحد سحب ركامية، ووجود تيارات هوائية صاعدة، كما أنه من الضروري تحديد الوقت المناسب لتلقيح السحب، ومعرفة الكمية المناسبة من المواد المحفزة التي يجب حقن السحب بها.

متى بدأت تجارب الاستمطار الصناعي؟

ويقال أن أول محاولة لإسقاط الأمطار بهذه الطريقة تعود إلى القرن الـ 17، حيث حاول القائد الفرنسي الشهير نابليون بونابرت إطلاق قذائف مدافعه نحو السحب، بغرض تفتيتها وإسقاط الأمطار.

ومع التقدم العلمي والتكنولوجي، بدأت بعض الدول تحاول تنفيذ هذا باستخدام بالونات هوائية وطائرات ورقية لإيصال المتفجرات إلى السحب، إلا أن هذه المحاولات فضلت، وتسببت في حدوث حرائق وكوارث.

وكانت أول محاولة ناجحة لإجراء عملية الاستمطار الصناعي في عام 1947، حيث قاما منظمة الكومنولث الأسترالية للأبحاث العلمية والصناعية بلقيح السحب للحصول على الأمطار.

ومنذ ذلك الحين، بدأت عدة دول حول العالم في تطوير هذه التقنيات من أجل الوصول إلى نتائج أفضل، حيث تعد دولاً مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين وأستراليا من الدول الرائدة في عملية الاستمطار الصناعي.

دول عربية تستخدم الاستمطار الصناعي

في عام 2006، بدأت المملكة العربية السعودية في تعميم دراسة تجريبية لاستمطار السحب على المنطقة الوسطى، والتي تشمل الرياض وحائل والقصيم، وذلك بعد نتائج أولية إيجابية حققتها التجربة في منطقة عسير.

كما قامت الأردن في عام 2016 بتنفيذ أول عملية استمطار صناعي في منطقة سد الملك طلال، وذلك بمشاركة هيئة الأرصاد الجوية الأردنية وسلاح الجو الملكي الأردني.